الزراعة والحصاد

فن زراعة وحصاد الوردة الشامية عملية تتطلب الصبر والمهارة وفهمًا عميقًا لاحتياجات هذه الزهرة الرائعة. زراعة الوردة الشامية عمل ينجز بحب وقد طوّر على مر الأجيال. تنمو هذه الوردة بشكل رائع في ظروف محددة، فهي تفضل التربة ذات التصريف الجيد ودرجات حرارة معتدلة وضوء الشمس الوفير. يختار المزارعون بعناية الموقع المثالي ويعدون التربة ويضمنون الري السليم لإنشاء بيئة تساعد الوردة الشامية على الازدهار. يلعب التقليم دورًا حيويًا في تشكيل نمو الوردة الشامية. يقوم الأيدي الماهرة بحذف الأغصان الجافة أو الضعيفة بحرص، مما يعزز النمو الصحي ويشجع الزهور المتكاثرة بوفرة. يسمح هذا العمل الدقيق للوردة بأن تظهر بهاءها الكامل، مع ازدهار قوي وبتلات قوية وحية. موسم ازهار الوردة الشامية هو وقت سحري، حيث تتحول الحديقة إلى بحر من الورود الرقيقة. في هذه الفترة، يتم حصاد البتلات، وهو مهمة تتطلب الدقة والعناية. تقطف كل زهرة باليد بتأن وحرص شديد، مع التأكد من سلامة البتلات وعدم تلفها بمجرد حصادها، ثم تخضع لعملية تقطير لاستخلاص جوهرها الثمين. تعتمد طرق التقطير التقليدية، المتناقلة في كثير من الأحيان عبر الأجيال، على تسخين البتلات وجمع البخار، الذي يجري تكثيفه بعد ذلك لإنتاج زيت الورد (روز أوتو). هذا الزيت الذي يحظى بطلب كبير يحتجز جوهر الوردة الشامية، برائحتها الرائعة وخصائصها العلاجية. منتج آخر ذو قيمة يُستخلص من الوردة الشامية هو ماء الورد: تغمر البتلات في الماء ويُقطّر الخليط، فيُستخلص ماء زهريّ ذو رائحة طيبة ومتعدد الاستعمالات. استُخدم ماء الورد لقرون في صناعة العطور، والعناية بالبشرة، وكمنكّه لذيذ في فنون الطهي، وحتى كمشروب منعش. عملية زراعة وحصاد الوردة الشامية تتطلب الصبر والمعرفة، ويتجلى فيها الاحترام العميق للطبيعة. إنها برهان على تفاني أولئك الذين يحافظون على هذا التقليد القديم، وشاهد على خبرتهم وحرصهم على ضمان استمرار الوردة الشامية لتأسر وتلهم..